فورا انتهاء لجنة تقصى الحقائق المشكلة عن "بيت العيلة" من زيارتها
الميدانية، ظهر اليوم، الاثنين، إلى مقر كنيستى العذراء ومارمينا بإمبابة
واستماع شهادة الشهود من المسلمين والأقباط، رصدت تقريرا مفصلا سيتم رفعه
إلى كل من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا شنودة الثالث، بابا
الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور على عبد الرحمن محافظ
الجيزة للبدء فى حل الأزمة عبر المؤسسات الدينية، وذلك بعيدا عن التحريات
والتحقيقات التى تجريها النيابة.
وقال اللواء محمود العشماوى، نائب محافظ الجيزة، فى تصريحات خاصة لليوم
السابع، إن لجنة تقصى الحقائق مكونة من مستشار شيخ الأزهر للحوار، محمود
عزب، والقمص تريج فهمى وغيرهم واللواء توحيد توفيق عن القوات المسلحة،
وبدأت اللجنة برفقة نائب المحافظ بزيارة كنيسة مارمينا الواقعة بشارع
الأقصر بإمبابة، زيارة استمرت ما يقرب من ساعتين استمعت خلالها إلى شهادات
حية من المواطنين المقيمين بجوار الكنيسة، بالإضافة إلى رجال الكنيسة.
وأكد العشماوى أن التقرير وصل لنتيجة وهى أن الآراء معظمها متشابه فى رواية
تفاصيل الأحداث وتسير فى وتيرة واحدة، تبدأ من تأكيد المواطنين على قدوم
شخص وهو "زوج عبير" بدأ ينشر شائعة أن زوجته مختطفة وهو يعد المسئول الأول
عن الأزمة، قام بجمع عدد ممن وصفه الشهود بأنهم سلفيون، اقتحموا الكنيسة.
وأضاف عشماوى ، وأثناء ذلك شكل الأقباط دروعا بشرية لحماية الكنيسة من زوج
عبير ومن معه، وهنا بدأ إطلاق النيران بين الطرفين، إلا أنه حتى الآن لم
يعرف أحد مصدر هذه النيران التى خرجت هل هى من زوج عبير والذين كانوا معه،
أم من المنازل المجاورة للكنيسة والتى يسكنها الأقباط.
كما أنه لم يتم التعرف بعد أيهما كان يملك سلاحا، لافتا إلى أن هذه الجزئية
ستثبتها تحريات النيابة بعيدا عن تقرير تقصى الحقائق الخاص ببيت العيلة
والمسئول الأول عن معرفة الحقيقة الكاملة لوضع حل جذرى لها عبر المؤسسات
الدينية الإسلامية والقبطية.
ثم بعد ذلك قامت اللجنة بتفقد المحلات والمنازل وكنيسة العذراء التى أكد
من بداخلها، أن هناك ثلاثة أشخاص يرتدون جلابيب، وملتحين وذلك طبقا لرواية
الأقباط داخل الكنيسة "القساوسة"، قاموا باقتحام الكنيسة التى كان يوجد بها
اثنان أحدهما حارس الكنيسة وآخر رجل عجوز فى السن يدعى عم ملاك، الذى
هددوه من خلال وضع سكينة على رقبته مطالبين إياه إما بنطق الشهادة أو
القتل، وسرعة الإرشاد عن أماكن السلاح داخل الكنيسة. إلا أن الرجل أكد لهم
عدم وجود أسلحة داخل الكنيسة، ليتركوه لكبر سنه، ويخرجوا إلى حارس الكنيسة
الذى قيل إنهم قاموا بذبحه وإشعال النيران بعد ذلك فى الكنيسة وخلال ذلك
ألقى الثلاثة أنفسهم من الدورين الثانى والثالث، ليتعرضوا بعد ذلك لكسر فى
الضلوع والعظام، وتم إلقاء القبض على أحدهم وتم التحفظ عليه.
وأشار العشماوى إلى أن التقرير الطبى أثبت أن القتيل تم ذبحه، ثم أشعلوا
النيران به وبالكنيسة، لافتا إلى أن هذه أبرز ملامح تقرير بيت العيلة الذى
لا علاقة له بتحقيقات النيابة التى ستثبت بالدليل ماذا حدث، ولكنه تقرير
لوضع حل جذرى عبر المؤسسات الدينية كما أكدنا من قبل.
وأكد عشماوى أن رأيه الشخصى فى الأزمة يتمثل فى "أن كل حدوتة تتعلق بالفتنة
الطائفية تكون مرتبطة بالشرف والدين" بين سيدة تحب شخصا سواء كانت مسلمة
أو مسيحية، مؤكد أن هذا التقرير سيتم عرضه بالتفصيل عقب عودته لمقر الديوان
على محافظ الجيزة الدكتور على عبد الرحمن.
وضم الوفد كلا من الدكتور محمود عزمى مستشار شيخ الأزهر، والمطران الدكتور
منير حنا مطران الطائفة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا، والدكتور محمد جميعة
مسئول إشهار الإسلام بالأزهر الشريف، والقس بولس حليم كاهن كنيسة مارجرجس
بالقللى..
وكان فى استقبال الوفد نيافة الأنبا ثيؤدسيوس أسقف عام الجيزة والقمص
يوحنا منصور وكيل عام المطرانية، والمستشار رامز خليل وكيل المجلس الملى
بالجيزة.