ألقت الإدارة العامة لمباحث القاهرة، القبض على 44 متهما، وذلك فى أحداث
الاشتباكات التى وقعت بمنطقة ماسبيرو مساء أمس بين الأقباط المعتصمين أمام
المبنى، وعدد من أهالى المنطقة، الذين تجمهروا بالمنطقة، ودخل الطرفان فى
اشتباكات تبادلوا خلالها الرشق بالحجارة وزجاجات الملوتوف، وأشعلوا النيران
فى عدد من السيارات المتواجدة بالمنطقة.
وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة 78 شخصا من الطرفين، وتم نقلهم إلى
مستشفيات الهلال والمنيرة ومعهد ناصر والمنيل الجامعى والمستشفى القبطى،
لتلقى العلاج، ومنهم من تحسنت حالته الصحية وتمكن من الخروج.
التحريات والتحقيقات الأولية أوضحت أن تلك الأحداث بدأت أثناء محاولة كل من
"خالد.م.ح" (22 سنة) بائع، و"مصطفى.ح.م" (28 سنة) مسجل خطر سرقات، عبور
طريق الكورنيش من أمام مبنى ماسبيرو باستخدام دراجة بخارية كانوا
يستقلونها، إلا أنهم فوجئوا بعدد من الأقباط المعتصمين يقابلونهم ويطالبون
بتفتيشهم قبل أن يسمحوا لهم بالعبور، إلا ان البائع والمسجل رفضا تفتيشهما
وتشابكا مع عدد منهم، وأحدثوا إصابة أحدهم، وتم نقله إلى المستشفى القبطى،
ليتم القبض على المتهمان، وإحالتهما إلى النيابة العسكرية لتتولى التحقيق
معهما.
وكشفت التحريات أنه بعد انتهاء تلك المشاجرة وهدوء الأوضاع، تجمع عدد كبير
من أهالى منطقة بولاق أبو العلا أعلى كوبرى 15 مايو، لإبداء رفضهم استمرار
اعتصام الأقباط، وتسببهم فى إعاقة الحركة المرورية بالمنطقة، وإعاقة حركة
البيع، وهو ما تسبب فى خسائر فادحة لهم نظرا لعدم استطاعة زبائنهم دخول
المنطقة من جراء الاعتصام، مما دفعهم للخروج إلى الشارع للمطالبة بفض
الاعتصام حتى يستمرون فى عملهم، ولا يتكبدون خسائر أخرى، لتبدأ اشتباكات
عنيفة بين الأهالى والأقباط المعتصمين تبادل خلالها الطرفان الأعيرة
النارية، والرشق بالحجارة، وأضرموا النيران فى عدد من السيارات الموجودة.
وعلى الفور انتقل اللواء محمد طلبة مساعد وزير الداخلية لقطاع القاهرة،
مدير أمن القاهرة، إلى منطقة ماسبيرو وبصحبته عدد كبير من قيادات أمن
القاهرة، وبدأوا فى تفريق الطرفين منذ الحادية عشر مساء وحتى السادسة من
صباح اليوم التالى، باستخدام القنابل المسيلة للدموع، وساعد رجال القوات
المسلحة فى تفريق طرفى المعركة، حيث استعان الجيش بعدد من المدرعات والشرطة
العسكرية، وقوات الأمن المركزى، وتم إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء
لتفريق المتظاهرين، وتم السيطرة على الموقف، وأسفرت تلك الاشتباكات عن تحطم
عدد من سيارات رجال الحماية المدنية وإصابة عدد من جنود الإطفاء، بالاضافة
إلى إصابة 78 شخصا، وتم القبض على 44 متهما من الطرفين، وتم إحالتهم جميعا
إلى النيابة العسكرية للتحقيق.