قرية كفر الديب مركز زفتى، التى أصبح اسمها يتردد فى كافة وسائل الإعلام
وعلى ألسنة الجميع، بعد الفيديو الذى انتشر على المواقع الإلكترونية عن
صاحب حضانة بالقرية يدعى مجدى الشاعر، وقيامه بتعذيب الأطفال وضربهم بصورة
وحشية.
القرية التى تبعد عن مدينة زفتى بأكثر من 7 كيلو أمتار، خرجت اليوم عن بكرة
أبيها فى مظاهرات ووقفات احتجاجية، للمطالبة بإعادة فتح الحضانة مرة أخرى
والإفراج الفورى عن صاحبها، حيث خرج الجميع وبصحبتهم الأطفال الذين تعرضوا
للضرب وطالبوا بعودة المدرس، مشيرين إلى أنه كان حزيناً بسبب حالة وفاة،
فضرب الأطفال بهذه الصورة.
الطفلة نادية التى لم تبلغ من العمر سوى 3 سنوات، قالت "أنا بروح الحضانة
عند أستاذ مجدى، وهو بيضربنى لما بغلط ومش بكتب الواجب، لكن هروح عنده تانى
وعايزة الحضانة تفتح".
أما عبد الرءوف مصطفى تلميذ بالصف الأول الإعدادى، أكد أنه كان فى مرحلة
الحضانة تتلمذ على يد هذا المدرس، وأنه كان يضربه كثيراً، لكن لمصلحته
لإجباره على إجادة القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
وعن رأيه فى الفيديو الذى تم تصويره لصاحب الحضانة، أكد أن الفيديو شديد
القسوة، لكن ما قام به صاحب الحضانة لمصلحة الأطفال حتى يتعلموا.
وأضاف على حنفى ولى أمر طفلين، أن طبيعة الطفل فى الريف تختلف عن الطفل فى
المدينة، لأن فى الريف الفرصة مهيأة للأطفال للتسرب من التعليم، فيجب أن
يقوم المدرس بمعاقبتهم بشدة حتى يتقنوا القراءة والكتابة، مضيفاً أنه يقوم
بضرب أولاده أكثر من ذلك، ونظراً لانشغاله فى عمله لفترة طويلة، فقام
بإرسال أطفاله الاثنين إلى الحضانة لتربيتهما وتعليمهما، مؤكداً أنه هو من
أخبر صاحب الحضانة بمعاقبة طفليه ومحاسبتهما فى حالة تقصيرهما.
الأكثر مفاجأة، كانت عند قيام أحد الأشخاص بالنداء فى مكبرات الصوت
بالمساجد بدعوة الأهالى للخروج فى مظاهرة أمام الحضانة، للمطالبة بإعادة
فتحها مرة أخرى وضرورة الإفراج الفورى عن صاحبها.
أما الأمهات والسيدات فى القرية كان لهن رأى، أكدن فيه على ما قام به صاحب
الحضانة فى حق أطفالهن وأنهن من طالبن بمعاقبة أطفالهن ومحاسبتهن.
وبصدور قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بإحالة صاحب الحضانة
إلى محكمة الجنايات وتحديد أولى جلسات محاكمته يوم السبت القادم 28 مايو
أصبحت القرية على صفيح ساخن، وطالب الأهالى بضرورة الإفراج الفورى عنه،
مؤكدين أنهم لم يوجهوا إليه أى اتهامات فى تحقيقات النيابة.
وأشار الأهالى إلى أن من قام بتصوير الفيديو، تربطه خلافات مع صاحب الحضانة.
وكان أحمد نجيب مدير نيابة مركز زفتى قد أجرى تحقيقات موسعة فى الواقعة
التى استمرت 36 ساعة متصلة، استمع خلالها إلى أقوال 45 ولى أمر، حيث لم
يوجهوا أى اتهامات لصاحب الحضانة فى التحقيقات.
من جانبه، قرر اللواء محمد مصطفى الفخرانى محافظ الغربية تشكيل لجنة عاجلة
تضم سلامة نصر وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالغربية والمسئولين عن
المتابعة بالمحافظة لحصر جميع دور الحضانة بالمحافظة والتفتيش عليها للكشف
عن أى وقائع مشابهة لتلك الواقعة وإحالة المخالفين للمساءلة القانونية.
وكان الفخرانى قد قرر غلق الحضانة وسحب التراخيص الخاصة بها، وإحالة صاحبها
إلى النيابة العامة، وذلك عقب انتشار الفيديو الذى تم تصويره للمدرس وهو
يقوم بتعذيب الأطفال وضربهم وتعريضهم للخطر.