تركيا ترخص تعليم القرآن للأطفال
سعت الحكومات العلمانية التي تعاقبت على
الحكم في تركيا منذ انقلاب 28 فبراير/شباط 1997إلى فرض قوانين تحد من حريات
المواطنين الدينية.
سعت
الحكومات العلمانية التي تعاقبت على الحكم في تركيا منذ انقلاب 28
فبراير/شباط 1997إلى فرض قوانين تحد من حريات المواطنين الدينية.
لكن
منذ تسلم حزب العدالة والتنمية سدة الحكم بدأت تلك العراقيل القانونية في
الانهيار شيئا فشيئا، فبعد السماح للمحجبات بالدخول إلى المدارس والجامعات،
نال أطفال تركيا اليوم الحرية في تعلم القرآن الكريم، على إثر القرار
الوزاري الذي أصدرته الحكومة التركية مؤخرا.
ويقضي القرار بالسماح للأهل بإرسال أطفالهم بشكل رسمي إلى دروس تعليم القرآن الكريم دون التقيد بأي سن أو مرحلة عمرية.
ويسترجع
رئيس جمعية خريجي كلية الشريعة في تركيا صلاح الدين يازجي حقبة حكم
العلمانيين، ويروي كيف حرم قرار مجلس الأمن القومي التركي العديد من الأسر
التركية من تحفيظ أطفالهم القرآن الكريم.
فقد
مُنع رسميا كل طفل تحت سن 15 من تعلم القرآن الكريم حتى إن "مدارس الإمام
الخطيب الدينية الحكومية'' أغلقت مراحلها الابتدائية والإعدادية.
وبحسب
يازجي فإن المنع والعقوبات التي كانت تصل في سنوات خلت إلى الإعدام، إضافة
إلى السجن والتعذيب في مراكز الشرطة، لم يحل دون إرسال الأهالي أطفالهم في
السر لتعلم القرآن وهم في سن مبكرة ومناسبة لكي يصبحوا حفظة للقرآن.
ويعتبر
رئيس جمعية خريجي كلية الشريعة القرار الجديد تجسيدا لإرادة المجتمع
التركي "المتدين"، والذي لم يعد يقبل القوانين المتعسفة التي اتخذتها
الحكومات العلمانية ضد الإسلام منذ تأسيس الجمهورية التركية.
أما
ابنته رابية يازجي البالغة من العمر 19 عاما، فرغم إقرارها بأهمية القانون
الجديد، فإنها تقول إنه لن يغير نمط عيش الكثيرين، مشيرة إلى أن "مبادئ
العلمانية غرست داخل قلوب العديد من الأطفال، فأصبحوا يرون أن كل ما له
علاقة بالدين هو ضد الدولة".
وتتذكر
كيف عاشت أزمة نفسية وهي طفلة عندما لم يكن عقلها الصغير يستوعب التناقض
بين ما تسمعه في المنزل عن كون القرآن الكريم معجزة، وعما يتداول في الخارج
من أن تعليمه هو ذنب يستحق العقاب.
وتحكي
ما تعايشه هي وصديقاتها خلال ندوات خاصة بالقرآن الكريم من مشاهد العديد
من النساء المسنات يبكين بحرقة عندما يرون هؤلاء الشابات وقد تعلمن قراءة
القرآن، في حين أنهن حرمن من ذلك، قائلة "كان تعلم القرآن جريمة في زمانهن،
حتى إنهن كن يُطردن من الجوامع ويُضربن".
وتعمل
رابية -في فترة الصيف- مدرسة للقرآن للأطفال الأتراك الذين يرسلهم أهلهم
من خارج تركيا، خاصة من قبرص، وتعبر عن استيائها لعدم رفع الحظر هناك عن
تعليم الأطفال القرآن الكريم إلى حد الآن.
واعتبرت
أنه من المشين ألا يمنع القسم اليوناني المسيحي من قبرص تعليم القرآن
للأطفال، في حين لا يزال القسم التركي المسلم من قبرص يفعل ذلك.