ظهرت بوادر الثورة في فبراير 1881 اثر سجن أحمد عرابي، وعبد العال حلمي، وعلي فهمي وقد قام الجيش بها أولا لتنفيذ مطالبه وهي عزل وزير الحربية عثمان رفقي ؛ والذي ظلم الضباط المصريين.
ونتج عنها:
1- موافقة الخديوي وهو مرغم على عزل عثمان رفقي وتعيين محمود سامي البارودي بدلا منه
2-ارتفاع شأن عرابي كزعيم وطني يمكن الاعتماد عليه في تحقيق طلبات الشعب في الحرية والتحرر من النفوذ الأجنبي
في 9 سبتمبر 1881 اندلعت الثورة العرابية. وهذا المرة لم تكن في نطاق عسكري فقط بل شملت أيضا المدنين من جميع فئات الشعب
وكان بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، التدخل الأجنبى في شؤون مصر، ومعاملة رياض باشا القاسية للمصريين، نمو الوعي القومي،
وشارك الشعب المصري بكامل طوائفه مع الجيش بقيادة عرابي الذي أعلن مطالب الشعب للخديوي توفيق وكانت :
- زيادة عدد الجيش إلى 18000 جندي.
- تشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبي.
- عزل وزارة رياض باشا.
فقال الخديوي: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا'.إلا أن عرابي قال: لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله الا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوماستجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد
إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة، وكان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية
والاستقامة، فألف وزارته في (19 شوال 1298 هـ == 14 سبتمبر 1881م)،وكان
محمود سامى البارودى وزيرا للحربية بها, وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في
الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا
الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد بإرسال المذكرة المشتركة الأولى
في 7 يناير 1882 والتي اعلنتا فيها مساندتهم للخديو، وتأزمت الأمور، وتقدم
"شريف باشا" باستقالته في (2 من ربيع الآخر 1299 هـ == 2 فبراير 1882 م)
بسبب قبول الخديو تلك المذكرة.
وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب
وزير الحربية، وقوبلت وزارة البارودي بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر
العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت
عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (18 ربيع الأول
1299 هـ / 7 فبراير 1882 م). وسميت هذه الوزارة باسم وزارة الثورة لأنها
حققت رضا الشعب والجيش كليهما
احمد عرابي كان بطل بكل المقاييس