هل تورط حسام حسن وشقيقه في مذبحة
بورسعيد؟ هل يتحمل التوأم دم عشرات القتلى من ألتراس أهلاوي في مباراة
الأهلي والمصري إضافة إلى مئات من المصابين؟.. لماذا تم الزج باسميهما في
التحقيقات وتقدمت البلاغات تفيد تورطهما؟ هل هم حقا متورطون في السيناريو؟
التحقيقات جارية في أكبر مذبحة
عرفها التاريخ المصري الكروي.. ولن تسفر عن شيء كالعادة وسيتم عقاب عشرات
البلطجية غير معروفي الهوية ولا الاتجاهات وأغلبهم عليه أحكام من الأساس،
وستدفن القضية مثلها مثل أي قضية رأي عام عرفتها مصر على مدار 60 عاما..
مثل حريق القطار.. مثل غرق عبارة السلام.. مثل قتلى ثورة 25 يناير مثل
إمبابة وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء.. هل نال أحد عقابه؟.. دعونا
نسرد الوقائع من بدايتها وسنعرف دور حسام حسن الحقيقي في مذبحة بورسعيد..
وواقع الأمر أنه كان له دورا مؤثرا بل ومن أبطال السيناريو.. ولا تتعجب فقط
اقرأ..
البداية كانت قبل المباراة، حالة
تفريغ أمني لبورسعيد، شأنها شأن مصر كلها التي تعاقب الداخلية شعبها من آن
لآخر لإشعارهم بأهميتها.. الموضوع يبدو طبيعيا ومعتادا.. ولكنه لم يكن
كذلك..
مباراة الأهلي والمصري منذ أبد
الدهر هي معركة تاريخية.. معروف أن إسفارها عن إصابات بين الجمهورين أمر
اعتيادي، نظرا للمشاحنات الدائمة بين جماهير الأهلي وبورسعيد، وحقيقة هي
بين جماهير بورسعيد وكل جماهير مصر، حتى في بورسعيد كانت هناك معارك في
لقاء المصري والمريخ قبل أن يهبط المريخ للدرجة الثانية ويختفي من الحياة
الكروية.. هي طبيعة الجماهير البورسعيدية التي هي دائما متذمرة وغاضبة..
وهذا أمر معروف لجميع.
وحسام حسن وشقيقه إبراهيم جالبا
السخط والتذمر للكرة المصرية بأكملها يدربان الفريق البورسعيدي، وهي
المباراة الأولى لهما مع الفريق أمام الأهلي، وهما معروفان للجميع أنهما
دائما ما يثيران الشحن الجماهيري، ويعترضان على كل شيء.. بل ويقلبا
الجماهير.. ويؤمنان ويبثان الإيمان بنظريات المؤامرة، ليس افتراء عليهما
ولكنه أمر معروف للجميع..
ويقع اختيار لجنة الحكام باتحاد الكرة (برئاسة اللواء
عصام صيام) على واحد من أقسى الحكام المصريين وأكثرهم ميلا للاستعراض
والقرارات المثيرة للجدل، وهو فهيم عمر، حكم متميز ولكنه دائما يميل للقسوة
والقرارات التي تغضب بعض الأطراف كالطرد، وضربات الجزاء، وغيرها من
القرارات، وقسوة فهيم عمر وصرامته معروفة للجميع ولا تخفى على أحد.
معروف للجميع.. الأهلي هو الطرف
الأقوى في الدوري والمصري كان يعاني اهتزازات بالغة في صفوفه وحسام حسن
وشقيقه لم يتثبتا بعد ولم يتعرفا على إمكانيات الفريق بالقدر الكافي،
والأمر المسلم به أو على الأقل الأكثر ميلا للمنطقية هو فوز الأهلي على
المصري، وإذا سألت أي ناقد رياضي أو حتى متابع للكرة، عن رؤيته للمباراة
ستكون إجابته واضحة أن الأهلي سيفوز على المصري أو سيتعادلا على أقل تقدير،
وأن المباراة ستشهد عنفا وحالات طرد، بل وضربات جزاء، وأحداث عنف.. وهذه
أمور كانت معروفة للجميع..
إذا هو معروف للجميع أن بورسعيد
هي بلد الشغب الجماهيري، ومعروف للجميع أن حسام حسن هو مثير الشغب الأكبر
في الدوري المصري لحماسه المبالغ فيه، ومعروف للجميع أن فهيم عمر هو الحكم
الأقسى، ومعروف للجميع أن الأهلي سيفوز وأن أزمة ستثور.. ياله من اختيار
موفق لأرض المعركة وتوقيتها من قبل المنظمين.. فلا يمكن أن تتوافر ظروف
أفضل مما توفرت..
وكان الاتهام الموجه والجاهز
للانطلاق فورا للرد على المذبحة.. أن حسام حسن أثار الجماهير للتغطية على
خسارته، وسيتم التحقيق مطولا مع المدرب وشقيقه، وتشكل لجنة تنتهي إلى أن
خسارة المصري، وظلم فهيم وقسوته، وإثارة حسام حسن وشقيقه لمشاعر جماهير
بورسعيد الثائرة هي التي تسببت في الكارثة.. إذا كل طرف من الأطراف كان له
دوره..
ولكن.. خائنة هي كرة القدم.. خسر
الأهلي أمام المصري، وكان الطرف الأسوأ للمباراة، وتألق المصري، ولكن ما
باليد حيلة فالخطة تم إعدادها ولا يمكن التراجع عنها، فتمت المذبحة، وبالغ
المأجورون في مهمتهم لإرضاء مستأجريهم، وراح عشرات الأبرياء ضحية
المذبحة.. وعلى الفور بعد انتهاء المذبحة خرج كل يقوم بدوره المعد مسبقا،
فالبعض خرج راميا الكرة في ملعب جمهور بورسعيد المتشدد القاسي، وآخرون
خرجوا يمثلون دور الثكلى وينعون الجماهير، بينما آخرون يقومون بدورهم في
تشتيت العدالة وتقديم بلاغات وهمية وافتعال أحداث لم تحدث، وآخرون يقدمون
بلاغات في شخصيات لا ناقة لها ولا جمل، ويتم بث صور لحسام حسن وإبراهيم حسن
وجر رجلهما في التحقيقات وفي الأزمة وفقا للسيناريو المعد مسبقا..
وحسام حسن وشقيقه أبرياء براءة
الذئب من دم ابن يعقوب، وتم استغلالهما لاستكمال المسرحية المعدة، والتي لم
يكونا طرفا فيها، كانا سيستخدما كأدوات تبرئة في أيدي القتلة، ولكنهما
نجيا من شرك كانا سيقعان فيه ووصمة عار لم يكن عمرهما سيكفي لمحوها.
ولكن هناك أطراف من داخل اتحاد الكرة متآمرة أو كانت على دراية كاملة بالمخطط، وقاموا بالمساعدة في تنفيذه، ولابد من التحقيق مع اللواء
عصام صيام رئيس لجنة الحكام، وسمير زاهر عضو الحزب الوطني السابق، ليس فقط
التحقيق معهما ولكن حولهما.. فهما إن لم يكونا على دراية بحجم المذبحة
التي كانت ستحدث فعلى أقل تقدير كانا (أو كان أحدهما على الأقل) يعرفان أن
هناك معركة يتم التجهيز لها.. والله أعلم!
البعض قد يسأل ولماذا تمت تنظيم
المؤامرة وما الهدف؟ وماذا كان المقصود منها؟ .. والإجابة على هذا السؤال
مسؤولية السادة اللواءات في الشرطة والمجلس العسكري، بالإضافة لجهات
التحقيق.. والتاريخ يقول أنهم أبدا لم يأتوا بحق شهيد. فهل من جديد؟!