عضو لامع
مديرة ابداعات شرقية البلد : ام الدنيا المهنة : الهواية : المــــــزاج : البرج : عدد المساهمات : 1709 عدد نقاط المسابقة : 3400 اقدمية العضو : 13 تاريخ التسجيل : 03/07/2012
| موضوع: 6 اسباب تجعل الناس تهرب من الحب الخميس 23 أغسطس 2012 - 12:58 | |
|
رغم أن الحب هو الدافع والمحرك للحياة إلا ان معظم البشر قرروا أن يتجنبوه , بإدراك منهم أو عدم إدراك , لأسباب عديدة ونحن بصدد إلقاء الضوء على أهم ستة أسباب :
الخوف من ترك القديم والمألوف :
الحب مؤلم ذلك لأنه يحول .. الحب طفرة .. كل تحول أو إنتقال لاشك سيكون مؤلم ، لأن القديم لا بد أن يترك للجديد .. القديم عادة مألوف ، آمن ومأمون ، والجديد غير معروف تماما .. سوف تتحرك في محيط مجهول .. لا يمكنك استخدام عقلك مع 'الجديد" .. العقل يبرع مع القديم فقط .. يمكن للعقل أن يعمل فقط مع "القديم" .. أما الجديد، فإن العقل عديم الجدوى تماما .. ومن هنا، ينشأ الخوف ، من ترك القديم المريح ، الآمن .. وينشأ الألم أيضاً .. وهو نفس الألم الذي يشعر به الطفل عندما يخرج من رحم الأم .. هو نفس الألم الذي تشعر به الطيور عندما تخرج من البيضة .. هذا هو الألم نفسه الذي سوف تشعر به الطيور عندما ستحاول للمرة الأولى أن تفرد الجناح والتحليق .. الخوف من المجهول ، فإن انعدام الأمن من المجهول ، وعدم القدرة على التنبؤ بالمجهول ، يجعل المرء كثير الخوف .. وبسبب أن التحول سيكون من "الأنا" نحو حالة من إنعدام "الأنا" ، يكون العذاب عميقاً جدا .. ولكن لا يمكنك معايشة حالة النشوة بدون المرور عبر العذاب .. إذا كان الذهب يريد أن يكون نقياً ، فإنه يجب أن يمر من خلال النار .. الحب معاناة وعذاب :
الحب هو النار .. الملايين من الناس يعيشون حياة بلا حب .. وذلك لأن الحب مؤلم .. يعيشون بدون حب ويعانون أيضا ، ومعاناتهم بدون جدوى .. من يعاني في الحب ليس كمن يعاني عبثاً .. المعاناة في الحب فيها إبداع وخلق وهذه المعاناة تأخذك إلى مستويات أعلى من الوعي .. أما المعاناة من غير حب تماما هذا هو العبث , انه لا يؤدي إلى أي هدف أو مكان .. فإنها تجعلك تتحرك في نفس الحلقة المفرغة ذاتها .. الإنسان الذي يعيش بدون الحب يعاني من النرجسية .. انه منغلق على نفسه .. لأنه يعرف نفسه فقط .. الآخرين يعملون كالمرآة التى تعكس نفسك .. فإلى أي مدى يمكن أن يعرف الإنسان نفسه إذا كان قد لا يعرف الآخر؟؟ .. لا يمكن أن تعرف نفسك بدون أن تعرف الآخرين .. الحب قاعدة أساسية جدا لمعرفة النفس أيضا .. الشخص الذي لم يعرف الآخر من خلال الحب العميق ، والشغف الشديد ، والوجد ، لن يكون قادراً على معرفة من هو ، لأنه لا يملك المرآة التى من خلالها يمكن لرؤية انعكاس صورته الخاصة .. الخوف من كشف دواخلنا :
في علاقة الحب قلنا أن الآخر سيصبح كمرآتك , فينشأ الخوف أيضاً من إنعكاس نفسك بصورة قبيحة لا تحبها ولا ترضي عنها .. لذلك قد تهرب من الآخر وتهرب من الحب .. ولكن تجنب المرآة .. لن يحسن صورتك ولن تصبح جميلاً .. تجنب المرآة لن يجعلك تنمو وتتطور أيضاً .. يجب قبول التحدي .. لا الهرب ..
العلاقات هي مرآة النفس وكلما كان الحب صافياً وسامياً في العلاقة .. كلما كانت المرآة نظيفة وواضحة .. ولكي يسمو الحب يحتاج إلى التخلص من العقد والأمراض النفسية .. وكلما سمي الحب كلما صار الشخص شفافاً ورقيقاً .. يجب ترك كل الدروع والدفاعات النفسية والمسببة للألم .. ليس من الضروري أن تكون دائماً على أهبة الاستعداد .. يجب إسقاط العقل وحساب كل شئ .. يجب أن تخاطر .. عليك أن تعيش بشكل خطير .. الخوف من التخلص من الدروع ذلك لأنك ستصبح شفافاً بالتالي سيري الآخرين شفافيتك وبالتالي سيأذوك .. وقد تتعرض للرفض أيضاً وهذا من أكبر مخاوف الحب ..
الخوف من فقدان الشخصية "الأنا" :
الحب فضاء مفتوح .. تحلق فيه بأجنحة .. لكن بالتأكيد ، السماء غير المحدودة تخلق الخوف .. والتخلي عن الشخصية "الأنا" لا شك مؤلم جدا لأننا كل ما تعلمناه هو لزراعة الشخصية .. نعتقد أن الشخصية هي كنزنا الوحيد .. الحب مؤلم لأنه عندما نقع في الحب فجأة نفقد "الأنا" .. والأنا هي ما بنيناه طوال تلك السنوات وكنا نلمعها ونزخرفها .. الحب يعطيك أول تجربة أن تكون في تناغم مع شيء غير الأنا الخاصة بك .. الحب يعطيك الدرس الأول الذي يمكن أن تقع في تناغم مع شخص لم يكن أبدا جزءا من ذاتك .. إذا كان يمكنك أن تكون في وئام مع امرأة ، وإذا كنت ممكن أن تكون في وئام مع أحد الأصدقاء ، إذا كنت يمكن أن تكون في وئام مع طفلك أو مع والدتك ، لماذا لا يمكن أن تكون في وئام مع جميع البشر ؟.. وإذا كان الوئام مع شخص واحد يعطي كل هذا الفرح .. ماذا ستكون النتيجة إذا كنت في وئام مع جميع البشر؟ .. وإذا كنت تستطيع أن تكون في وئام مع جميع البشر ، لماذا لا يمكن أن تكون في وئام مع الحيوانات والطيور والأشجار؟ .. خطوة واحدة تؤدي إلى خطوة أخرى .. الحب سلم .. ويبدأ مع شخص واحد ، وينتهي مع المجمل .. الحب هو البداية، والله هو الغاية .. الخوف من الحب .. الخوف من آلام الحب .. يجعلك تعيش في الظلام .. النرجسية والإنغلاق على الذات :
الإنسان المعاصر يعيش في زنزانة مظلمة .. النرجسية هي أكبر هاجس للعقل الحديث .. ومن ثم كانت هناك مشاكل ، والمشاكل التي لا معنى لها .. هناك مشاكل خلاقة وإبداعية لأنها تقودك إلى أعلى مستوى الوعي .. وهناك مشاكل لا تقودك إلى أي مكان 'أنها ببساطة تجعلك مربوطاً ، أنها تجعلك ببساطة تلف وتدور في الفوضى القديمة .. الحب يخلق مشاكل .. يمكنك تجنب هذه المشاكل عن طريق تجنب الحب .. ولكن هذه المشاكل أساسية للغاية !! .. ويجب مواجهتها ، يجب أن تعيشها وتمر من خلالها كي تذهب عميقاً في الفهم .. وتجاوزها .. والطريق من خلال الحب .. الحب هو الشيء الوحيد الحقيقي الذي يستحق القيام به .. كل شيء آخر ثانوي .. كل شيء آخر هو مجرد وسيلة، والحب هو الغاية .. لذلك مهما كان الحب مؤلماً , يجب أن نتعمق فيه .. إذا قررت أن لا تتعمق في الحب ــ كما يفعل الكثير من الناس إذاً فقد قررت .. أن تكون عالقاً مع نفسك .. إذا حياتك لن تكون رحلة روحية .. إذا حياتك لن تكون كالنهر المنساب الى المحيط .. ستكون حياتك بركة راكدة .. وقذرة .. وقريبا لن يكون هناك سوى التراب والطين .. للحفاظ على الصفاء .. يحتاج المرء للحفاظ على التدفق .. النهر يبقى نظيفاً لأنه لا يعرف الركود بل يتدفق إلى ماشاء الله .. التدفق الدائم ما يجعل النهر متجدداً باستمرار .. العشاق والمحبين دائماً في إنسياب كالنهر .. لذلك تجد الحيوية تنساب من خلالهم .. أما من إنعدم الحب من حياتهم , تنعدم لديهم الحيوية وسرعان ما يصابون بالخمول والركود .. حياتهم عبارة عن رحلة موت بطئ .. لذلك ستجد إنسان العصر مصاب بالأمراض العصبية وكل أنواع الجنون متفشية .. وستجد أن الأمراض النفسية إتخذت أبعاد ملحمية .. في السابق كان هناك أعداد قليلة من الأفراد المرضى نفسيا أما الآن , الحقيقة يبدو أن الأرض كلها أصبحت مستشفي أمراض عقلية .. البشرية جمعاء تعاني من نوع من الهوس .. وهذا العصاب والأمراض النفسية كلها بسبب الركود والنرجسية .. والفرد عالق في وهم أن له شخصية مستقلة من الآخرين مما يقوده للجنون .. وهذا الجنون لا معنى له، غير منتج، غير بناء .. أو يبدأ الناس في الانتحار .. وحالات الانتحار تلك أيضا غير منتجة، غير بناءة .. الانتحار قد لا يكون عن طريق تناول السم أو القفز من جرف أو عن طريق اطلاق النار على نفسك، ولكن يمكنك ارتكاب الانتحار البطيئ جدا، وهذا هو ما يحدث .. قلة قليلة من الناس ترتكب الانتحار فجأة .. وقرر آخرون الانتحار ببطيء تدريجيا .. النزعة إلى الإنتحار تكاد تصبح ظاهرة عالمية .. هذه ليست طريقة للعيش، والسبب الأساسي هو أننا نسينا لغة الحب .. نحن ليس لدينا الشجاعة بما يكفي للذهاب الى تلك المغامرة التى تسمى الحب ..
الخوف من التورط والإلتزام : بدلاً من الحب إختار الناس ممارسة الجنس، لأن الجنس ليس خطراً .. لأن الجنس لحظي ولا يحتاج للتورط أو الإلتزام .. الحب تورط و التزام .. أنه ليس لحظي .. وعندما يصبح له جزور , يمكن أن يكون إلى الأبد .. يمكن أن يكون إلتزام لمدى الحياة .. الحب يحتاج إلى العلاقة الحميمة، وفقط عندما تكون هناك حميمية , يصبح الآخر مرآة تنعكس فيها ذاتك .. في العلاقة الجنسية لا يلتقي الشخصان أبداً .. والحقيقية أن الشخصين يتجنبان ملاقاة الأرواح .. والعلاقة تكون فقط نوع من إستغلال الجسد والهروب .. بدون أن تصبح هناك حميمية بما فيه الكفاية لتكشف عن وجوه بعضهم البعض الأصلية .. الحب مؤلم، ولكن يجب أن لا نهرب ونتجنبه .. لأن الهروب سيحرمك من النمو والتطور .. يجب أن نخوض غمار الحب ونعاني لأن ذلك ما يجلب السعادة الأبدية .. المعاناة في الحب هي الجسر المؤدي للفردوس .. نعم في الحب تفني الذات وتندثر ولكن تذكر ما سيبقي هي الروح .. وسوف يعطيك الحب أول مذاق للنعيم .. والحب سيعطيك البرهان الساطع بأن الله موجود ، بأن الحياة لها معنى .. الناس الذين يقولون ان الحياة لا معنى لها هم الناس الذين لم يعرفوا الحب .. كل ما يقولونه هو أن حياتهم قد غاب عنها الحب .. يجب ألا يكون هناك الألم، ويجب ألا تكون هناك معاناة .. يجب أن تمر خلال الليلة المظلمة، وسوف تصل لأجمل شروق .. إن الشمس تنمو وتطور نفسها في رحم الظلام .. إنه من خلال ظلمة الليل يأتي الفجر .. {.... توقيع حنان المصرى ....} | |
|
|