الإنسان لا يعيش من الأزمنة الثلاثة المعروفة بالماضى والحاضر والمستقبل غير زمن واحد فقط هو الزمن الماضى . فمثلاً لا نرى الشيء إلا بعد وصول شعاع ضوئى منه للعين ولا نسمعه إلا بعد وصول موجاته الصوتية للأذن , لهذا نحن لا نعاصر الزمن الحاضر للأشياء بل نعيش ماضيها. حتى المستقبل لا ندركة لأنه لم يأتى بعد . ولكى نعيش بالزمن الحاضر لابد وأن تحتوى اجسمنا على اجهزة حسية لا تنتظر وصول شعاع ضوئى أو موجات صوتية بعد فترة زمنية متأخرة بل لابد وأن تنتقل أجهزتنا الحسية للأحداث فتنقلنا معها للزمن الحاضر . وهذا لن يكون. والزمن ينشأ من حركة الأجسام التى خلقها الله , فاليوم مثلاً ينشأ من دوران الأرض حول نفسها وعليه فالزمن مخلوق تحت سيطرة الله كباقى المخلوقات ,ٍ لذلك فالله لا ينتظر المستقبل كى يرى احداثه بل سبحانه يرى الماضى والحاضر والمستقبل بنفس اللحظة عندما يشاء ذلك . والسؤال أين ومتى نعيش الحاضر ؟ لو حجب الله الزمن الحاضر عن أهل الجنة لفاتهم نصيب كبير من متع الجنة ولو حجب الله الزمن الحاضر عن أهل النار لنقص نصيبهم من العذاب , فالزمن الحاضر جزء من نعيم المؤمنين وعذاب الكافرين يوم الحساب . فقال سبحانه { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } صدق الله العظيم
بقلم / يحيى حسن حسانين