جامع الازهر
الجامع الازهر هو اشهر مسجد ومنارة للعلوم والفكر الاسلامى منذ إنشائه قبل اكثر من الف عام حتى اليوم ..وهو أهم المعالم الاسلامية فى مدينة القاهرة وفى مصر كله فعندما قدم القائد جوهر الصقلي الكاتب إلى مصر عام 358هـ/969م من قبل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي لفتحها تم له ذلك لينهي بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية ، وإذا كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني بمصر الإسلامية فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع التي بنيت بها وأول جامع بني بمدينة القاهرة .
وقد شرع جوهر الصقلي فى بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلي فيه الخليفة وليكون مكانا للدعوة فبدأ البناء به سنة 359هـ/970م وأقيمت أول صلاة جمعة به سنة 361 هـ/973م وعرف بجامع القاهرة.
يتكون الجامع الازهر من :
كان التخطيط الأصلي للجامع وقت إنشائه عبارة عن مساحة مستطيلة تتكون من صحن أوسط وثلاثة إيوانات تحيط به ، وكان للجامع ثلاث أبواب فى جدرانه الثلاث الجنوبية والشمالية والغربية.
إلا أنه بمرور الزمن حدثت عدة تطورات بالجامع وألحقت به عدة تغييرات وإضافات بدأت منذ العصر الفاطمي حيث نجد أنه لم تمض فترة على إنشاء الجامع حتى قام "العزيز بالله بن المعز" بإجراء أعمال تكميلية به، وفي سنة 400هـ/1009م جدده "الحاكم بأمر الله الفاطمي" وأوقف عليه عدة أوقاف، كما قام الخليفة "الآمر بأحكام الله" بعمل محراب للجامع من الخشب يعلوه كتابة بالخط الكوفي، وفى عهد الخليفة "الحافظ لدين الله" فى الفترة من سنة 524 إلى سنة 544هـ/1129–1149م تمت إضافة رواق يحيط بالصحن من جهاته الأربع، كما قام بعمل قبة على مقدمة المجاز القاطع وقد تبقي من الأعمال الفاطمية بالجامع عقود المجاز وزخارفها والكتابات الكوفية وترجع إلى عصر الإنشاء، كما تبقي أيضا زخارف وكتابات حول الشبابيك الجصية الباقية بالناحية الجنوبية والشمالية وهي توضح حدود الجامع الأصلية هذا بالإضافة إلى أنه تم الكشف عن المحراب القديم للجامع سنة 1933م .
ثم توالت بعد ذلك الأعمال والتجديدات على الجامع الأزهر حيث اهتم بعمارته ملوك وأمراء الدولة المملوكية فتم تجديد الجامع واصلاحه بعد سنوات من الاهمال وفى فترة لاحقة ، والحقت بالجامع ثلاث مدارس فى العصر المملوكى .
اما أهم عمارة كانت بالجامع وهي التي قام بها السلطان قايتباي ( سنوات حكمه سنة 873هـ/1468م ) حيث هدم الباب الكبير الغربي وجدده وإقام مئذنة عليه، وفى سنة 915هـ/1510م قام السلطان الغوري ببناء مئذنة ضخمة للجامع ذات رأس مزدوجة .
وفى العصر العثماني قام ولاة مصر بعدة أعمال به وأوقفوا له عدة أوقاف وأقاموا به عدة أروقة وزوايا .
إلا أن أكبر عمارة حدثت للجامع كانت فى عصر "عبد الرحمن كتخدا" سنة 1167هـ/ 1753م حيث زادت مساحة الجامع مساحة كبيرة كما أنشئت به قبة وانشء الباب الرئيسي للجامع حاليا، أيضا فى عصر محمد على باشا وأسرته تم إدخال تجديدات وإصلاحات بالجامع كما تم إنشاء مكتبة للأزهر الشريف بأمر من الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1314هـ/ 1896م أودعت بها نفائس الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية، ولقد ظل الجامع الأزهر يمارس دوره كجامعة عظيمة لمصر تستقبل العديد من الطلاب من خارج مصر من البلاد الإسلامية المختلفة ولم يقتصر دوره على الناحية الدينية فقط حيث جامعة الأزهر الشريف لتخدم آلاف الطلاب من العرب والمسلمين والدعاة ، أما أحدث التجديدات فى عمارة الجامع الأزهر فتم الإنتهاء منها وافتتحها الرئيس مبارك فى عام 1997 ، وتم خلالها استخدام الأساليب الهندسية الحديثة فى حماية جدران وأساسات الجامع دون أى تغيير فى القيمة الأثرية لأى جزء فيه .