مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم
الاحتفال بالمولد النبوى لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم ،
ولم يفعله أبوبكر ولا عمر ولا عثمان ولا على ،ولم يفعله سعيد
بن المسيب ، ولم يفعله الإمام أبو حنيفة ولا مالك ولا
الشافعى ولا أحمد. لو أن هؤلاء فعلوه لفعلناه. والذين يفعلون الآن المولد
النبوى ويدَّعون أن هذا من مظاهر حب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
نقول لهم بأن حب النبى صلى الله عليه وسلم أحد دعائم هذا الدين ولا
يمكن لأحدٍ يبغض النبى صلى الله عليه وسلم أن يدخل الجنة لأن الله تعالى
قال للذين يبغضون النبى صلى الله عليه وسلم: (إن شانئك هو الأبتر)[الكوثر:3]. والنبى صلى الله عليه وسلم جعل محبته من علامة الإيمان ،
قال: (ثلاثة مَن كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...). فنحن نحب النبى صلى الله عليه وسلم ونأمر الناس أن يحبوه ،
وشعار المحبة الحقيقى هو الاتباع (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)[آل عمران:31]. ولهذا فإننا نقول لإخواننا الذين يتحمسون للمولد النبوى
نقول لهم: ماذا جَرَّ المولد؟ لقد جَرَّ المولد أن وقع كثير من المسلمين فى الشِرك
، ووقع كثير منهم فى الخُرافة ، ووقع كثيرٌ منهم فى الفِسق... أما الذين وقعوا
فى الشِرك فاسمع إلى بعضهم فى قصائده يقول:
يا أكرم الخلق مالى مَن ألوذ به سواك
عند حدوث الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم
وبعض الناس يحتفلون يقومون قياماً مفاجئاً ثم يمدوا أيديهم ويقولون: حضرت
روح النبى صلى الله عليه وسلم، سَلِّموا على النبى صلى الله عليه وسلم.
بل لقد بلغ ببعضهم أن يَدَّعى أن الرسول حضر المولد وأوصى بكذا وكذا
وكذا ، وهذا كله من الافتراء. لو كان النبى صلى الله عليه وسلم يحضر
لحضر الصحابة - الذين هم أفضل منا - وأصلح بينهم. لما تقاتل على ومعاوية
كان النبى صلى الله عليه وسلم حضر وأصلح. لما اختلف الناس على عثمان
كان النبى صلى الله عليه وسلم حضر وأصلح. ولكنَّ شيئاً من ذلك لم يحدث
0 ولهذا فإننى أُذكِّر الإخوة والأخوات أن يجتهدوا فى حفظ السنة وفى اتباعها
، وأن يحذروا البدع ، فإن بعضها يجر بعضاً حتى يهلك الإنسان.
[فتوى للشيخ: عبدالله بن محمد المطلق ، فى برنامج "سؤال على الهاتف"]
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وفيما يتعلق بالثناء على النبى صلى الله عليه وسلم ومدحه على جهة الإطلاق
فالأصل أنه مشروع وأن العبد يُثاب عليه.. أما تخصيص المدح النبوى بوقتٍ
معين يُظن أن ذلك الوقت هو الوقت الفاضل لمِثل هذا الثناء ولمثل هذا المدح ،
فتخصيص هذا الوقت بهذا الفِعل يعتبر بدعة. وذلك أن العبادة المطلقة التى
وردت فى الشريعة بدون تحديد وقتٍ لها إذا حَدَّدنا لها وقتاً والتزمنا به وظننا
مشروعية الفِعل فيه أو اعتقدنا أفضلية الفِعل فيه فإنه يكون بدعة. مثالُ ذلك:
ورَدَنا عددٌ من الأذكار رَغَّبَت فيها الشريعة ، فعندما نظن أن أحد هذه
الأذكار يُتقرب به إلى الله عز وجل فى ساعةٍ معينة ، فإن تخصيص هذا الذِكر
بهذا الوقت يُعد نوعاً من أنواع الابتداع ، ولذلك وردت الشريعة بجعل ما هو
مطلق على إطلاقه بحيث لا يُقيَّد بوقتٍ يُظن أن لذلك الوقت فضيلة لفِعل هذا
الفِعل فيه. وهكذا توزيع كتب متعلقة بحقوق النبى صلى الله عليه وسلم وبيان
فضائله وعِظم منزلته عند الله ووجوب احترامه ومشروعية الصلاة عليه ، هذا
من الأعمال الصالحة التى يُؤجر الإنسان عليها ، لكن تخصيص ذلك بوقتٍ
معين واعتقاد أفضلية هذا الفِعل فى هذا الوقت يعد أمراً غير مشروع.
[فتوى للشيخ: سعد بن ناصر الشثرى ، فى برنامج "سؤال على الهاتف"].