ادارة المنتدى
شكرا لك لزيارة الموضوع البلد : مصر ام الدنيا عدد المساهمات : 11906 عدد نقاط المسابقة : 26947 اقدمية العضو : 167 تاريخ التسجيل : 30/06/2009
| موضوع: احذروا مكالمة الموت الجمعة 17 سبتمبر 2010 - 20:05 | |
|
لا حديث في السودان هذه الايام سوى هذه الشائعة، التي تتحدث عن مكالمةهاتفية من ارقام غير مألوفة تؤدي على الفور الى وفاة الشخص الذي يرد عليهانتيجة الصعق بتيار كهربائي. وعلى الرغم من أن الشائعة تبدو غريبة، لكنها انتشرت بسرعة كبيرة، وعمت خلال وقت وجيز كل ارجاء السودان. يقول الصحافي فيصل محمد صالح إن شرارة الشائعة انطلقت من الناس فيالبداية، لكنها اشتعلت بعد نشر خبر في احدى الصحف السودانية يشير الى حدوثوفيات غامضة في جنوب السودان بعد تلقي الضحايا اتصالات هاتفية غامضة منرقم محدد يأتي من خارج البلاد. ويضيف أن الشائعة بلغت ذروتها نهار الأربعاء "ولم يتبق شخص واحد فيالسودان لم يتلق رسالة من صديق او قريب او بعض افراد عائلته تحذره من تلقيهذا الاتصال الغامض". وقد شغلت الشائعة الناس عن شجون السياسة والاستفتاء الذي يقترب يوما بعدالاخر بشأن تقرير مصير جنوب السودان وجعلتهم يتفرغون لتناقل الاخبار عنهذا الخطر المحدق الذي يهدد حياتهم عبر الهاتف الجوال. النار في الهشيم
وقد اختلفت آراء العديد من المواطنين السودانيين الذين قال بعضهم أنه شعر بالخوف. تقول هديل هاشم إن الشائعة فرضت وجودها على جميع نقاشات السودانيين عبرشبكة الانترنت سواء في موقع فيس بوك او منتديات الحوار، كما شكلت حضورابارزا في مجالس "الونسة" السودانية، كما ان الناس شعرت بالخوف في البدايةلدرجة انها احجمت عن تلقي اي مكالمات من اشخاص ليسوا مسجلين على دليلالهاتف.
أما محمد ابراهيم فيقول إن الشائعة انتشرت مثل النار في الهشيم. ويرىفتح الرحمن أنها فرضت نفسها على أي حديث بين الناس، ويضيف "اي شخص تتكلممعه، تجده قد سمع خبر الشائعة وتكون في الغالب هي موضوع النقاش بين مصدقومكذب". ويقر عبد الله سليمان أنه شعر بالخوف والقلق على حياته بعد هذه الشائعة،لدرجة إنه اضطر الى اغلاق هاتفه، وعدم الرد على اي مكالمة من شخص لا يعرفه. "رقم ابليس"
ويقول هاشم محمد إنه تلقى اتصالا من ابنته تحذره فيه من الاتصالالمجهول، مضيفا انه استغرب الأمر في البداية، "لانه لو كان هناك سلاح يقتلالناس عبر الهواتف فان الدول لن تحتاج بعد ذلك الى جيوش". ويؤكد احمد الطيب إنه قام ايضا بتوجيه مثل هذه التحذيرات الى افراد عائلته واصدقائه. وصارت شائعة المكالمة مادة فكاهية تتناولها مجالس السودانيين بالنكاتوالسخرية، حيث قال أحد المواطنين الذين تحدثت اليهم إنه يعتقد ان الرقمالغامض هو "رقم ابليس". حتى الاتصالات التي قمت بها، رفض كثيرون الرد على بعضها خاصة أن الاتصاليأتي من بريطانيا التي يبدأ مفتاحها الدولي برقم 44 وهو الرقم الذي تقولالشائعة إنه الاتصال يبدأ به. وحتى عندما اتصلت باحد الارقام في ولاية الجزيرة، ظل الهاتف يرن مرات عدة،لكن الرد جاء في النهاية مشوبا بالفزع، وقد ابلغت بأن الاطفال هربوا منقرب الهاتف خشية وقوع المحظور. "مجتمع هش"
وازاء تنامي الشائعة إلى هذه الدرجة اصدرت هيئة الاتصالات السودانيةبيانا مطولا نفت فيه الامر واكدت إنه غير ممكن. وقال المهندس نادر الجيلاني نائب رئيس هيئة الاتصالات في حديث مع بي بي سيإن الشائعة مغرضة وغير معقولة لا علميا ولا منطقيا، مؤكدا أن معايير تقنيةالهاتف الجوال بالبلاد تتطابق مع المواصفات الموصى بها دولياً، وتقع فيالنطاق الآمن من حيث الإشعاعات الكهرومغناطيسية الذي يستحيل معه فنياًحدوث مثل تلك الظاهرة. ويشير الجيلاني إلى أن الأرقام التي ذكرتها الشائعة مجهولة الهوية والمصدرولا تتسق والخطط الترقيمية المحلية والعالمية، موضحا إن مثل هذه الشائعةتواترت في السابق في عدد من الدول الافريقية المجاورة وتم دحضها. ويرى الدكتور اشرف ادهم استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة النيلين أنالمجتمع السوداني اصبح أكثر استعدادا لتلقي الشائعات لأنه صار هشا نسبيابسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والامني وكذلك التحديات الحياتيةوالاقتصادية التي تواجهه. ويضيف أدهم "الانسان المرهق او المتوتر يكون عرضة لتصديق ما يقال له بشكل أكثر سهولة". وكانت هناك شائعات كثيرة قد راجت في السودان في الماضي القريب، ابرزهاالشائعة التي تواترت عن وفاة النائب الاول للرئيس السوداني الفريق سيلفاكير الذي اضطر للظهور بنفسه امام وسائل الاعلام لتكذيب الخبر. كما سرت شائعة اخرى عن مقتل القائد الجنوبي فاولينو ماتيب الذي كانمتحالفا مع الجيش السوداني في السابق وانضم بعد اتفاقية السلام الى الحركةالشعبية لتحرير السودان. كما راجت شائعة أخرى قبل سنوات عن اشخاص من غرب افريقيا يفقد من يصافحهم أعضاءه التناسلية.
للباحثين عن المصدر |
|