سمسار انتخابات : الصوت بـ 50 جنيه ومرشحو الوطني فلوسهم أكثر

تاريخ التسجيل : 11/10/2010

كتب: إمام أحمد
مع بدء العد التنازلي ليوم التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة، يبدأ أيضاً موسم ''مقاولي الانتخابات'' الذين يعملون على تجميع أصوات الناخبين لصالح مرشح معين يتعاقد معهم، مصراوي إلتقى أحد هؤلاء السماسرة الذي طلب عدم كشف هويته خوفاً من الملاحقات الأمنية ، لذا اكتفينا بالإشارة إليه بكنية '' أبو الرجال''.في البداية، حدد ''أبو الرجال'' تسعيرة الصوت الانتخابي بـ 50 جنيه، مشيراً أن الجولة الانتخابية تبدأ تسعيرتها من 500 جنيه وتصل حتى 1000 جنيه.وقال ''أبو الرجال'' المقيم بشبرا الخيمة - خلال حديثه مع مصراوي - إن '' تباين سعر الجولة الانتخابية بهذا الشكل، يعود إلى طبيعة الجولة ومدتها وعدد المشاركين فيها وتوقيتها.. هل ستتم في وجود المرشح أو عدم وجوده.. هل سيحتاج إلى فرقة موسيقية وأغاني أم سيكتفي بالهتاف والسير باللافتات.. كل هذه الأمور تحدد سعر الجولة الذي لا يقل عن 500 جنيه وغالباً لا يزيد عن الألف''.ولفت أبو الرجال إلى أن ''الانتخابات الحالية هي الثانية التي يعمل فيها سمسار أصوات، حيث كانت بدايته في انتخابات 2005 وكان الأمر مربحاً جدا، متمنياً أن تكون انتخابات مجلس الشعب سنوية وليست كل خمسة أعوام''. وحول ما إذا كان هناك حزب معين أو مرشحين، يفضل أبو الرجال التعامل معهم، أكد أن الأمر لا يفرق معه إطلاقاً أن يكون المرشح الذي يتعاقد معه تابع للحزب الوطني أو لجماعة الإخوان - بتوع الدين على حسب وصفه - أو مستقل، ولكن ما يهمه أن يكون هذا المرشح كريم و''إيده فرطة''، قائلاً: ''أنا مع من يدفع، وبصراحة بتوع الحزب الوطني معاهم فلوس وكمان مافيش ضابط هايشدني، عشان كدة أحب إني أتعامل معاهم عن غيرهم''.وعن كيفية تجميع الأفراد المشاركين في جولة دعائية، أوضح مقاول انتخابات شبرا الخيمة ''أن معه فريق عمل مكون من عشرة أفراد، وعند طلب المرشح جولة انتخابية بعد تحديد مكانها وتوقيتها وطبيعتها، يقوم بإخبار فريق العمل الموزع على مناطق مختلفة بالدائرة، ويطلب من كل شخص فيه عدد معين من الأفراد، ويكون مقابلهم المادي عادة نصف ما يتحصل عليه المقاول من المرشح، حيث يوزع النصف الآخر عليه وعلى فريق عمله''.أما فيما يخص تجميع الناخبين يوم التصويت، فالأمر هنا مختلف بعض الشئ، حيث بجانب الـ50 جنيه عن كل صوت؛ لا يتنازل أبو الرجال عن حصوله على كارتين شحن بـ100 للتليفون المحمول من المرشح الذي يدعمه!، ففي يوم التصويت لابد من تكثيف اتصالاته لحظة بلحظة مع فريق عمله، كما يطلب من المرشح إحضار أوتوبيسات لتنقل الناخبين إلى مقار اللجان.وفي النهاية تمنى أبو الرجال ألا يغضب منه أو من زملائه في نفس المهنة، أحد المرشحين المنافسين للمرشح الذي يدعموه، قائلاً: ''مش عايز حد يزعل مني أو ممن هم مثلي في أيام الانتخابات، أعرف أن المنافسين ممكن يبقوا ناس محترمة لكن هذا هو عملنا وقت الانتخابات، ونحن مع من يدفع أكثر''.