عضو لامع
مراقب عام البلد : مصر المهنة : الهواية : المــــــزاج : البرج : عدد المساهمات : 2035 عدد نقاط المسابقة : 2971 اقدمية العضو : 5 تاريخ التسجيل : 03/12/2010
| موضوع: أشهر زفاف فى التاريخ عربى..تكلف مليارات الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 15:50 | |
|
، قبل أن تقرأ هذا الموضوع .. اعلم أن الدينار فى العصر العباسى كان يساوى ما يعادل 800 جنيه مصرى أو أكثر ؛ لأن الدينار كان من الذهب و كان وزنه أربعة جرامات و ربع الجرام..احسبها براحتك.. لو سمحت ركز على بند الهدايا .. أوراق تختار منها ورقة فتخرج لك هدية عبارة عن ضيعة كالإسكندرية مثلا ، فتصبح ملكا لك
إليكم نص المقال بلغت الدولة العباسية في عهد الخليفة المأمون عبد الله بن هارون الرشيد أوج ازدهارها، فقد كثرت موارد الدولة، وبدأ الترف يغلف مظاهر الخلافة، فقلت الفتوحات والغزوات، وكثر الاشتغال بترجمة كتب الفلاسفة، والجدال السقيم حول (خلق القرآن)، وبنيت القصور الفاخرة، وكثرت الأعطيات الباذخة، ولذا لم يكن غريباً أن يشهد عهد المأمون زفافاً أسطورياً ندر أن يشهد له التاريخ مثيلاً حتى في أيامنا هذه خاصة وأن طرفي ذلك الزفاف هما قمة الهرم الاجتماعي في الدولة، فالعريس هو رأس الدولة (المأمون)، والعروس هي (بوران) ابنة الحسن بن سهل وزير الخليفة. حفل الزفاف < أولاً: زمانه: أقيم الزفاف في الحادي عشر من رمضان سنة 210هـ (الاثنين 25 ديسمبر 825م) أي في أشد أيام الشتاء برودة. < ثانياً: مكانه: أقيم الحفل في قصر بمنطقة خارج بغداد تعرف بـ (فم الصلح) – بكسر الصاد – باشتراط من والد العروس ليكون العرس في بيته، وذكروا أن (فم الصلح) بلدة على دجلة قرب واسط، وقد خربت فيما بعد حيث غطاها النهر، وواسط قرب مدينة الكوت حالياً، وتبعد عن بغداد بأكثر من مائة وخمسين كيلاً. < ثالثاً: انتقال المأمون لمكان العرس: قدم المأمون من بغداد في الثامن من رمضان إلى معسكر الحسن بن سهل بفم الصلح راكبا زورقاً حتى أرسى على باب الحسن، وكان العباس بن المأمون قد تقدم أباه على الخيل، فتلقاه الحسن خارجاً عسكره في موضع قد اتخذ له على شاطئ دجلة بني له فيه جوسق (قاعة)، فلما عاين ابنُ الخليفة العباسُ بن المأمون الوزيرَ الحسن بن سهل ثنى رجله لينزل عن دابته، فقال له الحسن: (بحق أمير المؤمنين لا تنزل)، وعانقه وهو راكب بينما وصل المأمون بعد ذلك وقت العشاء < ثالثاً: التكاليف: بلغ مهر المأمون لبوران ألف ألف دينار (أي مليون دينار)، ورافقه في ذهابه إلى فم الصلح ثلاثون ألفاً من الغلمان الصغار والخدم الصغار والكبار وسبعة آلاف جارية. وجاء أنه ليس في تاريخ العرب زفاف أنفق فيه ما أنفق في زفاف بوران، وكانت التكاليف على والد العروس (الحسن بن سهل) الذي احتفل بالزواج، ففرش بهو القصر الذي شهد الزفاف بحصير منسوج بالذهب، ونثر عليه من اللآليء ما أغنى خلقاً كثيراً, وأوقد في غرفة العرسان شمعة من العنبر زنتها ثمانون رطلاً. وعمل من الولائم والأفراح ما لم يعهد مثله في عصر من العصور، وذكر الطبري في تاريخه أن المأمون أقام عند الحسن تسعة عشر يوماً، فكان يعد له في كل يوم ولجميع من معه ما يحتاج إليه، وكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم حيث كان الحسن بن سهل يذبح لضيوفه ثلاثين ألف رأس من الغنم ، ومثليها من الدجاج ، وأربع مائة بقرة ، وأربعمائة جمل. وقد عوض المأمون حماه عما صرف، فأمر له عند انصرافه بعشرة آلاف ألف، وأقطعه منطقة فم الصلح، وأمر له بخراج فارس وقرى الأهواز سنة كاملة إليه، فجلس الحسن، وفرق المال الذي جاءه على قواده وأصحابه وحشمه. < هدايا للحضور: أثناء الحفل أمر الحسن بن سهل بنثر (بنادق مسك) من سطح القصر على نخبة الحضور من الهاشميين والقادة والكتّاب ووجوه الناس، فاستخف الوجهاء بها أول الأمر، فلم يلتقطا أحد منها حتى نادى شخص من السطح: (كلّ من وقعت بيده بندقة، فليكسرها، فإنّه يجد فيها رقعة ، وما فيها له)، وكان في تلك البنادق رقاع (أوراق) بأسماء ضياع، وأسماء جوار، وصفات دواب، وفي بعضها تحويل بألف دينار، وفي أخرى خمسمائة دينار إلى أن تصل إلى المائة دينار، وفي بعضها عشرة أثواب من الديباج ، وفي بعضها خمسة أثواب، وغير ذلك. فكانت البندقة إذا وقعت في يد الرجل فتحها، فيقرأ ما في الرقعة، فإذا علم ما فيها مضى إلى الوكيل المخصص لذلك، فيدفعها إليه، ويتسلم ما فيها... سواء كان ضيعة أو ملكاً آخر أو فرساً أو جارية أو مملوكاً على طريقة اليانصيب، وسحب الجوائز على أرقام الحضور مما يحدث في البرامج التلفزيونية في أيامنا هذه، وبعد ذلك تم نثر الدنانير والدراهم ونوافج المسك وبيض العنبر على سائر الناس من المراتب الأقل أهمية. وأنفق الحسن بن سهل على المأمون وقواده وجميع أصحابه وسائر من كان معه من جنوده وأتباعه، وكانوا خلقاً لا يحصى حتى على الجمالين والمكارية والملاحين، وكل من ضمه عسكره، فلم يكن في العسكر من يشتري شيئاً لنفسه، ولا لدوابه حيث تكفل الحسن بكافة التكاليف. وبعد وليمة العرس التي تكونت من ثلاثمائة نوع من الطعام جلس المأمون بعد فراغ القواد والأكابر من الأكل، ومدت بين يديه مرافيع ذهب مرصعة بالجوهر، وعليها أمثلة من العنبر والعود، والمسك المعجون على جميع الصور ثم مدوا بساطاً مزركشاً، وأحضر القواد والجلساء وأصحاب المراتب، فوضعت بين أيديهم صحون الذهب مرصعة بأصناف الجواهر من الجانبين، وبين السماطين فرجة. وجاء الفراشون بزنابيل قد غشيت بالجلد مملوءة دراهم ودنانير نصفين، فصبت في الفرجة حتى ارتفعت على الصحون، وأمر الحاضرين أن يشربوا، وأن ينقل كل من شرب من تلك الدنانير بثلاث حفنات ما حملت يده، وكلما خف موضع صب عليه من الزنابيل حتى يعود إلى حالته، ووقف غلمان في آخر المجلس، فصاحوا: أن الخليفة يقول لكم: (ليأخذ من شاء ما شاء)، فمد الناس أيديهم إلى المال، فأخذوه، وكان الرجل يثقله ما معه، فيخرج فيسلّمه إلى غلمانه، ويرجع إلى مكانه، ولما تقوض المجلس خلع على الناس ألف خلعة، وحملهم إلى بيوتهم على ألف مركب بالذهب والفضة. < لحظة الزفاف: لمّا حانت ساعة الزفاف أجلست بوران على حصير منسوج من الذهب، ودخل عليها المأمون، ومعه عمّاته، وجمهرة من النساء العبّاسيّات منهن حمدونة بنت الرشيد، وأم جعفر زبيدة أم الأمين، وجدتها أم الفضل والحسن بن سهل، فنثر الحسن بن سهل على المأمون وعروسه ثلاثمائة لؤلؤة وزن كلّ واحدة مثقال، وما مدّ أحد يده لالتقاطها، فقال الحسن للمأمون: (إن هذا نثار يجب أن يلقط)، فمد المأمون يده، فأخذ واحدة منها، وقال لمن حوله من بنات الخلفاء وغيرهن: (شرفن أبا محمد)، فمدت كل واحدة يدها، فأخذت درة، وبقي الباقي على الحصير،: وقيل أن من نثر اللؤلؤ هو جدة بوران، وكانت ألف درة في صينية ذهب، فأمر المأمون أن تجمع، فجمعت كما كانت في الطبق، ووضعها في حجر بوران، وقال: (هذه نحلتك، واسألي حوائجك؟)، فقالت لها جدتها: (كلمي سيدك، واسأليه حوائجك، فقد أمرك؟)، فسألته الرضا عن إبراهيم بن المهدي، فقال: قد فعلت، وسألته الإذن لأم جعفر زبيدة في الحج، فأذن لها، وعند ذلك ألبستها زبيدة البدنة الأموية التي أهديت لها في يوم عرسها كما سبق أن ذكرنا. وبقي المأمون في ضيافة وزيره وحماه في (فم الصلح) سبعة عشر يوماً، يعد له كل يوم ولجميع من معه ما يحتاج إليه.
المصدر: مصادر تاريخية كثيرة ، ولكن النص من جريدة عالم اليوم - مع تعديلات {.... توقيع saged3r ....} | |
|
|