رغم قرار محافظ جنوب سيناء، اللواء عبد الفضيل شوشة، بتجديد غلق شواطئ شرم الشيخ ورفع الأعلام الحمراء والسوداء على شواطئها ومنع السياح من ممارسة نشاط السباحة والغوص السطحى "السنور كلينج"، إلا أن السياح لم يستجيبوا لتلك القرارات وقرروا الاستمتاع بنزول الشواطئ ضاربين بكلام المحافظ عرض الحائط، مؤكدين لـ"اليوم السابع" أن الحوادث الناتجة عن هجوم سمكة القرش لبعض السياح خلال الأيام الماضية لن تؤثر على تواجدهم بشرم الشيخ.
أكد اللواء أحمد صالح الادكاوى، سكرتير عام مساعد جنوب سيناء، أن اللجنة الفنية المكونة من علماء أجانب ومصريين مازالت تعمل وبشكل مكثف على البيانات والمعلومات التى قدمتها جهات الاختصاص من قطاع الغوص وبيئة ومحميات وشهود العيان فيما بدأت مركب أبحاث القاع السويدية عملها اليوم بعد أخذ التصاريح اللازمة وسينحصر عملها على مسح قاع الخليج فى القطاعات التى حددتها غرفة الغوص، ومن المنتظر أن تسلم الخرائط التى ستبين تفاصيل تعرف لأول مرة للجنة الفنية والخبراء والتى ستساعدهم فى تحديد أسباب الأزمة وطرق علاجها على المدى البعيد.
واستبعد الادكاوى إمكانية إعلان الخبراء والعلماء المصريين أو الأجانب عن أية نتائج خلال اليوم وغد وقال، إنهم يدرسون كل العوامل ويدققون فى تفاصيل كثيرة جدا ويحللون بيانات من عدة اختصاصات، ورغم أنهم الأكثر خبرة فى هذا المجال، إلا أننا لا نريد استعجالهم لنقول كلاما للإعلام على حساب البحث العلمى، ولا يمكن أن يكون هناك فتح للشواطئ إلا بعد التأكد من زوال جميع الأخطار والإمساك بالقروش التى هاجمت السياح لفحصها ومعرفة فسيولوجيتها وما طرأ عليها من تغير.. وهو ما سيمد فترات غلق الشواطئ لأيام قادمة.
من جانبه أكد زياد الباسل، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة، أن السياح الذين قاموا بالغوص اليوم فى معظم مناطق الغوص بشرم الشيخ شاهدوا قروشا كثيرة كالعادة ولم يلحظوا أى تغيير فى سلوكها تجاههم وقاموا بتصويرها، وهو ما يؤكد أن معظم القروش الموجودة لم تصبها حالة التغيير المرضية التى أصابت القروش التى أعتدت على ثلاثة سياح روس وقتلت سائحة ألمانية.
وأشار الباسل إلى أن هناك تنسيقاً مع جميع مراكب ومراكز الغوص بشأن الالتزام بجميع تعليمات الغرفة التى تخص توفير أعلى معدلات السلامة والأمان للسياح والالتزام بجميع القرارات التى تصدر خلال الأزمة الحالية والتقيد بالضوابط الفنية التى تخص السياح محترفى الغوص الراغبين بممارسة الغوص الترفيهى بمناطق شرم الشيخ مع توافر البديل للسياح مبتدئى الغوص ومحبى الغوص السطحى ((السنوركلينج)) فى مدينة دهب السياحية.
وقال إن السياح تفهموا طبيعة المشكلة التى ترتبط بعوامل طبيعية وخرجوا للشواطئ الثلاثة فى محمية نبق ومنطقة اللاجونة والشاطئ المسحور بمحمية رأس محمد لممارسة السباحة الشاطئية بشكل طبيعى، فيما فضلت بعض الأسر اصطحاب أبنائهم فى رحلات للمراكب ذات القاع الزجاجى، والتى يصل عددها إلى 55 مركبا والغواصات البحرية والتى يعمل منها 7 وحدات بشرم الشيخ لرؤية الشعاب المرجانية والأسماك الملونة فى الوقت الذى فضل معظم الإنجليز الاستمتاع كعادتهم بالشمس ومياه حمامات السباحة الدافئة.
وأكد الباسل أن بعض الصحف والفضائيات رددت آراء وتخمينات لأشخاص غير مسئولين وغير متخصصين فى الغوص أو العلوم البحرية، والتى ادعت ومن الساعات الأولى بأن إسرائيل أو دولة مجاورة هى التى أرسلت القروش لضرب السياحة، وهو كلام لا وزن له، ويعتمد على إلقاء التهم وتبسيط الأمور وعدم الأخذ بالمناهج العلمية فى دراسة أسباب المشكلة وتحليل المعلومات والخروج بنتائج، وهو ما تعمل به لجنة إدارة الأزمة والتى يترأسها المحافظ.
بينما قال القبطان حسين غالى، مدير ميناء ترافكو السياحى، إن حركة المراكب المتجهة لممارسة الغوص بشرم الشيخ سجلت ارتفاعا ملحوظا، حيث غادر صباح اليوم 29 مركبا من ميناء ترافكو و15 مراكبا من سقالة خليج نعمة، فيما سجلت سقالة خليج القرش خروج 10 مراكب بعد أن توقفت ثلاثة أيام سابقة ليبلغ إجمالى السياح الممارسين للغوص فى شرم الشيخ أمس ما يزيد عن 650 سائحاً من مختلف الجنسيات.
يذكر أن قطاع المحميات مازال فى عملية بحث مستمرة بالقطاع الممتد من شمال خليج نعمة وحتى رأس نصرانى للعثور على القرش مرتكب الهجوم الأخير، والذى راحت ضحيته سائحة ألمانية، خاصة أن القرش قد أصاب نفسه فى الشعاب المرجانية أثناء الهجوم، بحسب شهود عيان، الأمر الذى سيسهل على فرق البحث من التعرف علية، فيما تؤكد مصادر أن القروش المتهمة مازالت طليقة ومتواجدة بمياه شرم الشيخ لأن درجة حرارة المياه مازالت دافئة ومناسبة لحياة القروش فى فصل الشتاء.
سائح أجنبى يتحدى علامة الخطر
السائحون يجهزون مركبهم الشراعى
ويمارسون رياضة التزلج على الماء
ويستمتعون بمياه البحر الأحمر
السائحون يستمتعون بالشمس الساطعة