النظام الحالي لزراعة وتسويق الأرز فاشل يشجع علي المضاربات.. سجل سعر
الأرز 500 قرش معبأ في محلات السوبر ماركت مقابل 450 قرشا في المجمعات..
شركات مضارب الأرز الحكومية شبه متوقعة بسبب ارتفاع سعر طن الأرز الشعير
إلي 2800 جنيه للطن وهو سعر غير مسبوق.. الوفاء بحاجة السوق المحلي خلال
الشهور الثلاث القادمة عملية صعبة وسوف تشهد ارتفاعات أخري..
يقول عبدالفتاح غنيم رئيس شركة دمياط لمضارب الأرز إن الوضع أصبح أكثر
صعوبة وغالبية شركات المضارب اصبحت شبه متوقفة عدا الآخرين الذين يملكون
مصانع علف أو مكرونة..
قال إن طن الأرز الشعير ارتفع ليسجل 2800 جنيه للطن وهو سعر غير مسبوق
ومعني ذلك أن تكلفة انتاج طن الأرز الابيض تتجاوز 4200 جنيه للطن ليباع
الكيلو بسعر 5 جنيهات إلا ربعا واصبح سعر أغلي أنواع المكرونة أرخص من
الأرز.
قال ان استمرار النظام الحالي المتبع في وزارة التضامن بشأن مناقصات
الأرز سوف يؤدي الي اشتعال الأسعار اكثر مشيرا أن اجراء مناقصة كل اسبوعين
يزيد الأمر اشتعالاً.
أضاف أن اسعار الأرز أصبحت ترتفع مرتين أو ثلاث مرات كل شهر قال انه
يقترح ان يتم إلزام الفلاح بتسليم حصة من الأرز في حدود طن واحد عن الفدان
للبيع لشركات المضارب الحكومية بسعر مجز يتم الوفاء بأرز البطاقات بأسعار
معتدلة بدلا من المضاربات الحالية.
أضاف ان شركات قطاع الأعمال التي توقفت عن توريد وانتاج الأرز للتموين
لا يمكن لها أن تلجأ لطرق ملتوية في توريد الأرز والتنازل عن المواصفة أو
الدخول في تجارة الاذونات أسوة بما هو متبع مع القطاع الخاص..
ألمح أن الفلاح أصبح اكثر نضجا ويقوم الآن بالعمل في تجارة الأرز
وتخزينه للحصول علي أفضل الاسعار بعد أن تكشف له أن طن الأرز يمكن ان يباع
بضعف ثمنه أول الموسم.
يقول عبدالفتاح متولي تاجر جملة بسوق الساحل أن ارتفاع السعر أمر طبيعي
لأننا في نهاية الموسم.. توقع أن يتم طرح المحصول الجديد في شهر أغسطس
القادم.
قال هناك نقص غير عادي في المطروح بالاسواق ويباع الأرز في الجملة بسعر 400 قرش سائب وللمستهلك بسعر 450 قرشا.. ومعبأ ب 500 قرش.
أشار أن الأسعار العالمية لمختلف السلع زادت ضمن موجة ارتفاع الاسعار
التي تضرب العالم في الوقت الحالي فلماذا نتوقف عند زيادة اسعار الأرز.
زيادة الطلب
أضاف ان ارتفاع اسعار الأرز ترجع في تقديره إلي زيادة الطلب علي الشراء
من الجمعيات الخيرية استعدادا لشنط وحقائب رمضان التي توزع فيها الأرز مع
الزيت والدقيق والمسلي بخلاف عمليات التهريب التي يمكن السيطرة عليها من
الحكومة عند منافذ التهريب.
قال انه يقترح عند الموافقة علي تصدير أرز ان يتم استيراد طن مماثل..
مشيراً إلي أن تسليم المكرونة مع الأرز علي بطاقة التموين لم يخفض السعر أو
يساهم في تقليل الطلب.
توقع عودة السعر للاستقرار مع قيام الفلاحين بالتخلص مما لديهم من محصول قديم استعدادا للمحصول الجديد.
أضاف انه سجل ظاهرة جديدة وهي لجوء العديد من المستهلكين إلي شراء
شيكارتين من الأرز دفعة واحدة من تجار الساحل مما ساهم في زيادة الطلب.
يقول محمد عشماوي منتج أرز في كفر الشيخ أن المحصول الجديد يظهر في أغسطس القادم بعد قيام العديد من المزارعين بزراعة الأرز مبكرا..
يطالب بضرورة اعطاء الفلاح سعراً عادلاً وتوفير الكيماوي اللازم لزراعة
المحصول بسعر عادل من خلال مضاعفة الكميات المفرقة علي بطاقات الحيازة
الزراعية حتي لا يلجأ إلي السوق السوداء.
اقترح تحديد سعر ضمان عادل للفلاح ليتم بيع الأرز لشون البنك والجمعيات
لتسليمه لشركات المضارب الحكومية للوفاء بالأرز لبطاقة التموين.
ألمح إلي أن الخوف من تطبيق هذا النظام هو اتهام الدولة بالعودة الي النظام الاشتراكي من جديد.
قال أن المحصول الجديد مبشر والفلاح لديه مخزون قليل من المحصول القديم.
يقول المهندس الزراعي طارق حمودة أن الدولة أخطأت عندما انصرفت عن
تقديم خدمة الارشاد الزراعي للفلاح.. مشيرا أنه قام بتجربة لزيادة انتاجية
الفدان إلي 5.5 طن للأرز البلدي مقابل انتاجية بين 2.5 إلي 3 أطنان انتاجية
الفدان الحالية.
أصناف جديدة
دعا إلي استنباط اصناف جيدة تصلح زراعتها علي قلة المياه مشيرا أن
أراضي شمال الدلتا تحتاج خدمة أفضل لزيادة الانتاجية بسبب زيادة نسبة
الملوحة في الأرض.. في أراض مثل الحامول وبلطيم.
أضاف ان أجهزة وزارة الزراعة في الماضي كانت توفر خدمات مجانية للفلاح مثل الممرات والقصابية والتقاوي الجيدة بسعر مخفض.
ألمح إلي أن غالبية المزارعين حاليا يزرعون اللب والبطيخ والكنتالوب بدلا من المحاصيل التقليدية.
يقول أصبح أبو كيلة مدير مجمع سومانيل الألفي ان اسعار الأرز مولع
ويباع بسعر 450 قرشا لأرز تسويق الأرز و475 قرشاً للانواع المنتجة بالقطاع
الخاص.
ألمح ان هناك اقبالاً غير عادي علي شراء الأرز من المستهلكين بسبب ارتفاع السعر لأرقام قياسية في محلات السوبر ماركت.
أكد مصطفي السلطيسي عضو شعبة الأرز بفرفة الحبوب ان المضارب وردت 80%
تقريبا من مناقصة الأرز التمويني رقم "17" والتي اشترت من خلالها وزارة
التضامن والعدالة الاجتماعية 84 الف طن. مشيرا إلي أن توريد الكميات سوف
ينتهي نهاية الشهر الحالي.
قال ان أسعار الأرز الشعير ارتفعت خلال الفترات الماضية بزيادة 1000 جنيه في الطن. وهذه الأسعار قفزت بالارز الابيض إلي حدود فلكية.
خسائر المضارب
قال ان طلب من رئيس هيئة السلع التموينية عدم الاعلان عن المناقصة
الجديدة لتوريد الأرز رقم "18" إلا بعد الانتهاء من توريد الكميات المتعاقد
عليها في المناقصة رقم "17" لعدم رفع الاسعار بشكل غير مبرر.
أوضح أن ارتفاع أسعار الأرز الابيض خلال الفترات الحالية جعلت المضارب
تحقق خسائر في توريد الأرز التمويني. لافتا النظر إلي أن المضارب تورد
الأرز حاليا لمديريات التموين بخسائر تصل الي 200 جنيه في كل طن علي الأقل.
أشار إلي أن المناقصة الأخيرة رقم "17" والتي اشترت من خلالها السلع
التموينية 84 الفاً بأسعار تتراوح من 3450 إلي 3750 جنيها للطن في حين أن
أسعار الأسواق حاليا تعدت هذه الأسعار بنحو 300 جنيه في الطن الواحد.
أكدت مضارب مشاركة في توريد الارز التمويني تسريب حوالي 20 ألف طن أرز
مستورد إلي الأسواق خلال الايام الماضية. وأكدت المضارب ان بعض الموردين
يخلطون الأرز المستورد غير المقبول بالأنواع المنتج محليا لتحقيق أرباح غير
شرعية. قالت المضارب إن الأنواع المستوردة محدد سعرها ب 3000 جنيه للطن.
في حين أن التوريد لمديريات التموين يتراوح بين 3450 إلي 3750 جنيها للطن.
أضافت المضارب أن الأنواع المستوردة من الأرز لا تصلح للاستخدام الآدمي
يتم التواطؤ مع أمناء المخازن في شركتي الجملة لتوريدها وتوزيعها علي
المستهلكين.