ادارة المنتدى
شكرا لك لزيارة الموضوع البلد : مصر ام الدنيا عدد المساهمات : 11906 عدد نقاط المسابقة : 26947 اقدمية العضو : 167 تاريخ التسجيل : 30/06/2009
| موضوع: 30 عاماً فى 30 يوماً.. كيف حكم مبارك مصر؟.. عام صوفى أبوطالب الجمعة 5 أغسطس 2011 - 23:57 | |
|
مبارك أبقى على كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية للرئيس السادات مع إجراءات لمحاكمة عصمت السادات الأخ غير الشقيق للرئيس السادات وأبنائه، ورشاد عثمان القيادى بالحزب الوطنى واحد حلفاء السادات بتهم الفساد المالى والتربح والاتجار غير المشروع، وتفجرت قضية توفيق عبدالحى المتهم باستيراد الفراخ الفاسدة وهرب إلى سويسرا. لكن العملية السياسية والاقتصادية سارت على نظام السادات.
تولى حسنى مبارك رئاسة الوزراء بجانب رئاسة الجمهورية حتى بداية يناير 1982 وكلف الدكتور فؤاد محيى الدين بتشكيل الحكومة الأولى، كما أبقى على مجلسى الشعب والشورى، وقال إنه لا حاجة لتغييرهما. أبقى مبارك على الدكتور صوفى أبوطالب رئيسا لمجلس الشعب والدكتور صبحى عبدالحكيم رئيسا لمجلس الشورى.
كان صوفى أبوطالب رئيسا لمجلس الشعب وقت اغتيال السادات، وتولى رئاسة الجمهورية، كما ينص الدستور فى الفترة بين 6 أكتوبر حتى 14 أكتوبر 1981، حيث يقرر «دستور 1971» بأن يتولى رئيس مجلس الشعب المنصب الرئاسى للجمهورية حال خلو منصب رئيس الجمهورية بالوفاة، وعندما تم انتخاب حسنى مبارك رئيسا عاد صوفى أبوطالب لرئاسة مجلس الشعب عام 1975. كان عضوًا منتخبا باللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى ثم ترأس جامعة القاهرة وانتخب عام 1976 عضوًا بمجلس الشعب عن دائرة طاميا بالفيوم، وترأس لجنة التعليم بمجلس الشعب. وشارك فى إنشاء قسم الدراسات القانونية بكلية الشريعة بجامعة الأزهر. وفى عام 1979 تولى رئاسة مجلس الشعب، بالإضافة إلى منصب رئيس لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية بالمجلس.
أما الدكتور صبحى عبدالحكيم عميد كلية الآداب، فقد انتخب رئيسا لمجلس الشورى عام 1980 وكان أول رئيس لمجلس الشورى فى عهد السادات، وبعد أن جاء مبارك ضمن قراره الإبقاء على كل المجالس والهيئات أبقى على مجلس الشورى كما هو، وأبقى على الدكتور صبحى عبدالحكيم رئيسا للمجلس حتى عام 1986، وكان يرأس المجلس الأعلى للصحافة ولجنة شؤون الأحزاب السياسية.
كان الدكتور فؤاد محيى الدين قد تولى مناصب وزارية فى حكومات السادات, فؤاد محيى الدين كان شخصية ذات طموح سياسى نجح فى تحقيق تطلعاته وطموحاته فى مختلف العصور السياسية وأدرك مبكرا أن السياسة هى الطريق لامتلاك السلطة، كما ذكر الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين فى إحدى مقالاته. حيث قال إن فؤاد محيى الدين عندما كان طالبا بكلية الطب فى منتصف الأربعينيات أخبر صديقه أحمد بهاء الدين بأنه سوف يتخرج فى كلية الطب، ويدرس بها ثم يصبح وزيرا فرئيسا للوزراء، الأمر الذى تحقق بعد 37 عاما عندما اختاره مبارك لتشكيل أول حكومة بعد ثلاثة شهور من حادث المنصة. ليصبح أول طبيب يصبح رئيسا للوزراء فى مصر.
قبلها تولى الدكتور فؤاد محيى الدين منصب محافظ الشرقية 1968 والإسكندرية 1970 ثم محافظ الجيزة 1971، وعرف بطموحه وقدرته على التعامل مع المتغيرات منذ كان ضمن القيادات الطلابية ثم قيادات الاتحاد الاشتراكى، ثم حزب مصر, فالحزب الوطنى, الذى شهد أعلى مراحل صعوده السياسى، وقدراته التنظيمية والسياسية.
تخرج فؤاد محيى الدين فى كلية الطب عام 1949 وحصل على الدكتوراه فى الأشعة عام 1961 ونجح فى انتخابات مجلس نقابة الأطباء عشر سنوات «1956 - 1965»، وتولى منصب سكرتير عام النقابة، وكانت بداية صعود نجمه السياسى، ونجح فى انتخابات مجلس الأمة, وظل نائبا لمدة سبعة عشر عاما. دخل الوزارة أول مرة وزيرا للحكم المحلى والتنظيمات الشعبية بعد حرب أكتوبر 1973، ثم وزيرا للشباب عام 1974، وتولى وزارة الصحة فى الفترة من 1974 إلى 1976. واستمر فى حكومة الدكتور مصطفى خليل، التى تشكلت عام 1978بعد زيارة السادات للقدس ومبادرة السلام.
وتم استبعاده نهائيا من التشكيل الوزارى، حتى قرر الرئيس السادات فى مايو 1980 تشكيل الحكومة برئاسته، واختار فؤاد محيى الدين نائبا لرئيس الوزراء، الذى هو الرئيس السادات نفسه، وأسند له الإشراف على اجتماعات مجلس الوزراء وتقديم برنامج الحكومة. بدأ نجم فؤاد محيى الدين يصعد من جديد.
رحل الرئيس السادات وبدا فؤاد محيى الدين هو الشخص المناسب أمام مبارك ليترأس الحكومة الأولى، وكان هو أول وآخر اختيار لرئيس حكومة قادم من عالم السياسة وليس من التكنوقراط، كما اعتاد مبارك أن يفعل بعد ذلك. وحتى سنواته الأخيرة.
ضمت حكومة فؤاد محيى الدين وزراء من حكومة السادات الأخيرة، مثل المشير أبوغزالة، وماهر أباظة، وكانا فى الوزارة الأخيرة التى شكلها السادات برئاسته، فى مايو 1980 حيث كان قد ضم إليها الفريق أحمد بدوى وزيرا للدفاع، وتولى محمد ماهر أباظة وزارة الكهرباء وبعد مصرع الفريق أحمد بدوى فى حادث غامض أوائل 1981، تولى المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة وزارة الدفاع فى مارس 1981، واستمر كل من ماهر أباظة والمشير أبوغزالة فى الحكومات التى شكلها مبارك، حتى خرج كل منهما فى ظرف مختلف.
حكومة الدكتور فؤاد محيى الدين الأولى شهدت أيضا دخول أسماء كانت تدخل العمل الوزارى للمرة الأولى، ومنهم وزراء لم يغادروا الوزارة طوال ثلاثة أرباع فترة حسنى مبارك. وقد ضم إلى حكومته وزراء ليسوا من التكنوقراط، حيث ضمت الحكومة محمد صفوت الشريف وزيرا للإعلام لأول مرة، والدكتور يوسف والى، وكلاهما الشريف ووالى لعبا أخطر الأدوار فى نظام مبارك، وكان لكل منهما دور فى الدخول إلى عمق الحياة الحزبية، وفتح جبهات من الموالين داخل الأحزاب السياسية، تمهيدا لفتح جبهات متصارعة داخل كل حزب، خاصة حزب العمل الاشتراكى برئاسة إبراهيم شكرى، وحزب التجمع. وكانا هما الحزبين الأقوى والأكثر نشاطا فى نهاية عصر السادات وبداية عهد مبارك. كما لعب صفوت الشريف دورا مهما فى أجهزة الإعلام الحكومية أو حتى الحزبية والخاصة بعد ذلك.
وامتلك قدرات مكنته من إدارة المؤامرات داخل الأحزاب، وأيضا داخل المطبخ السياسى طوال ثلاثين عاما، لكنه فى الفترة الأولى من وجوده فى وزارة الإعلام والحزب الوطنى كان يمارس الصعود خطوة خطوة، ويبنى مع شخصيات مثل كمال الشاذلى حلفا سياسيا سوف يلعب الدور الأهم فى تاريخ الحياة السياسية والحزبية فى مصر.
لعب صفوت الشريف ويوسف والى دورا فى إنهاء أى منافسة للحزب الوطنى. الدكتور كمال الجنزورى الذى استمر وزيرا للتخطيط حتى تولى رئاسة الحكومة، خلفا للدكتور عاطف صدقى فى عام 1996. ومن الوزراء الذين دخلوا حكومة فؤاد محيى الدين كان الشيخ جاد الحق على جاد الحق وزيرا للأوقاف حتى تولى مشيخة الأزهر فى 17 مارس، حيث تولى الشيخ إبراهيم الدسوقى وزارة الأوقاف خلفا له. والدكتور محمد صبرى زكى، والمستشار عادل عبدالباقى وعادل طاهر واللواء حسن أبوباشا والدكتور فؤاد هاشم.
وفى أغسطس 1983 دخل وزارة فؤاد محيى الدين الثانية اللواء يوسف صبرى أبوطالب والدكتور وجيه شندى والدكتور مصطفى السعيد وزيرا للاقتصاد، وسيخرج بعد ذلك فى أعقاب قضية تجارة العملة، وتوفيق عبده إسماعيل للسياحة. ثم تم تغيير محدود فى مارس 1983 هم الفريق سعد مأمون والدكتور محمد ناجى شتلة للتموين والمهندس محمد السيد الغرورى. وتستمر حكومة الدكتور فؤاد محيى الدين.
كانت حكومة فؤاد محيى الدين بدأت محاولات السيطرة الأمنية والسياسية ونظم إجراء أول انتخابات برلمانية فى عهد مبارك، كان مبارك قد فضل الإبقاء على مجلسى الشعب والشورى كما هما فى نهاية عهد الرئيس السادات، وأعلن مبارك بشكل واضح أنه لا يجد حاجة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وشرع فؤاد محيى الدين فى تنفيذ أول خطة خمسية فى عهد مبارك، وفى حديث لمجلة التضامن، التى كانت تصدر فى لندن 4 نوفمبر 1983، وصف الرئيس حسنى مبارك فؤاد محيى الدين بأنه رئيس وزراء «يعمل ليل نهار ولا غبار حوله على الإطلاق»، وفى حديثه لروزاليوسف 30 أغسطس 2006 اعتبره واحدا من أفضل ثلاثة رؤساء وزراء عملوا معه. لكن هذا الإعجاب برئيس حكومة سياسى لم يشجع مبارك للبحث عن بناء حياة سياسية حقيقية بدلا من الوضع المؤقت، الذى بدت عليه الحياة الحزبية فى نهاية عهد السادات وبداية عصره الممتد.
وقبل رحيله بأسبوع عام 1984 كان فؤاد محيى الدين قد خطط للحزب الوطنى انتخابات بالقائمة النسبية، فاز فيها الحزب الوطنى بالأغلبية وحصل على ثلاثة أرباع مقاعد مجلس الشعب. وفاز فؤاد محيى الدين بدائرة شبرا الخيمة. وكانت هذه الانتخابات فرصة أخرى لتغيير مسار الحياة السياسية، لكنها ومعها الانتخابات التالية انتهت لتبدأ مرحلة السيطرة الكاملة للحزب الوطنى دون منافسة من الأحزاب، التى بدأت عملية هدمها من الداخل، بمعرفة كبار رجال مطبخ مبارك السياسى.
المصدر
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=468643&SecID=12&IssueID=168 |
|